love you

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
love you

منتدي مكتمل الحب


    في رحابِ رسولِ الله ومدينته

    avatar
    ahmedmhmoed
    Admin


    عدد الرسائل : 137
    تاريخ التسجيل : 12/04/2008

    في رحابِ رسولِ الله ومدينته Empty في رحابِ رسولِ الله ومدينته

    مُساهمة  ahmedmhmoed الأحد يونيو 08, 2008 2:30 am

    في رحاب مدينة رسول الله / الفارسة لوتس صوالحة

    ما زالت خيوط الدهشة تخترق عواطفي ، وشموع الفرح تنير جوارحي وتضيء عتمة الذاكرة التي لم اعد أستطيع قراءة ما علق بها...، أين نحن الآن لا أدري ؟ ... أين وصلنا ؟... لا أعرف ، لم أعد اسأل أبا يونس عن شيء ولم ِيخطر ببالي أن أسجل أسماء تلك البلدات التي لم ندخلها وإنما كُتبت أسمائها على لافتات على جانب الطريق.

    الشوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومدينته وزمنه يخترقني ... يقتحمني ويشعل نيرانه في القلب ... تتراءى لي صور اؤلئك الأجداد ... أحن إلى الأمس البعيد ... إلى أولئك الفرسان الذين اجتازوا بحور الظلمات ... وأشعلوا شموس المحبة والإيحاء ... إلى من نشروا رسالة الصفح والعفو عند المقدرة ... التسامح حتى مع الأعداء ... هم الذين اهدوا البشرية معنى الكبرياء والشموخ ... هم الذين كانوا في جاهليتهم أعزاء لا يرضون بالضيم ولا يخضعون إلا لألهتهم ... وبعد إن اهتدوا لرسالة الحق وأمنوا بها خضعت لهم العزة ... وامتطوا صهوة الكبرياء وحملهم المجد على جناحه وكانوا هم وحدهم من دون بني الدنيا شعار السمو والنبل والعظمة ، وما عادوا بعد إيمانهم يحنون الهامات إلا لله الواحد القهار، فقط الملك العدل من يخشونه ويخشعون ويذلون عندما يكونون في رحابه ، ديار الأجداد الذين منهم من طردته ديرته وأهله الأقربون ومن بينهم رسول المحبة والإنسانية ، الأجداد الذين خرجوا من هناك لا يملكون من الدنيا إلا النور الذي يملأ صدورهم والجراح التي علقت في أجسادهم أوسمة فخر واعتزاز ، أوسمة كتب عليها الهي إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ، وأجداد نصروا وآزروا وضحوا بالنفس والمال وبكل زينة الدنيا ومتاعها ، وعندما يسأل المنفيون من ديارهم عن عدم إقبالهم على الدنيا الغرور ... تكون إجابتهم واحدة موحدة إن الدنيا وما عليها لا تساوي عند الله جل في علاه جناح بعوضة، فكم أُساوي أنا من هذا الجناح ؟ وكم هو نصيبي منه إذا ما أقبلت عليها ؟ لا فنحن نشتري دار الخلود والبقاء ... نحن نشتري جوار العفو الرحيم ، ونرغب عن دار الزوال والفناء .

    هنا سرقني أبو يونس من تداعيات الذاكرة والصور التي راحت تتراكم أمام عيني وخيوط الدهشة التي تجتاحني ليخبرني إننا الآن على مشارف مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... مشاعر مختلفة ومختلطة ... مشاعر مضطربة .... نشوة الفرح تغمرني ... لا ادري إن كانت الحياة هي التي احتضنت قلبي أم أن قلبي من احتضن الحياة .... كل الأشياء تلونت بالأخضر الزاهي ... اسمع كل الأشياء تغني من فرط سعادتي حتى إطارات الحافلة ، كنت اسمعها تردد نشيد الحياة والحب .... كيف لا ونحن بعد قليل من الوقت سنكون في ضيافة رسول العزة والسمو والكبرياء ، كل هذا دفعني لاشعال سيجارتي هل يمكن لكلماتي البسيطة أن تعبر عما يكتنفني من مشاعر؟ هل يمكنها إن ترسم سعادتي او تصفها ؟ من يصفعني ؟ لعله يجعلني اشعر بأني أعيش الواقع... أني حقيقة في مدينة رسول الله ، ولست احلم بذلك أين أمي لكي تعنفني ؟ لعلي اخرج من عالم الوهم لتعيدني إلى ما أنا فيه من حقيقة ... هل يمكن للشعر أن يصف ما يحتويني من مشاعر؟ وكيف له ذلك وأنا الآن قد فقدت كل قدراتي على الوصف والتعبير ؟.

    وقبل دخولنا مدينة حبيب الله عليه السلام... لفت انتباهي ذلك المبنى الرائع والمهول في شكله وطريقة بنائه ، اعتقدت للوهلة الأولى انه المسجد النبوي الشريف ، أبو يونس الم نصل بعد ؟ ... لا ... أليس ذلك هو المسجد النبوي ؟ لا ذلك المبنى الذي تراه هو قصر الملك فهد بن عبد العزيز ، وهل تعلم يا أبا صخر بأنه لا طريق تؤدي إلى هذا القصر، وكيف الوصول إليه ؟ عن طريق الطائرة فقط... لأنه كما ترى يقع على مرتفع عال... ياه... يا أبا يونس انه المال وما يصنع ... أخذنا الحديث عن القصر ودخلنا أرض رسول المحبة والعطاء ... دخلنا ارض أبا القاسم والصديق والفاروق وذي النورين ومن كرم الإله وجهه ... دخلنا إلى انبثاق النور والهدى ... يا الهي هذا الخافق بداخلي لم يعد يحتمل مقدار الفرح والسعادة اللتان تغطيانه ... لا بل يتسعان عن ذلك لأصبح كلي عبارة عن شعلة من الفرح ... هل نحتاج لكثير من الوقت للوصول إلى طيبة ... لا نحن الآن فيها وفي طريقنا لموقف الحافلات ... وعاد أبو يونس يسير الهوينا ... اقتربنا من مبنى ضخم البناء شاسع المساحة اتخذ أبو يونس فيه مكانا وأوقف الحافلة ونادى بمكبر الصوت حمدا لله على سلامتكم نحن الآن في المدينة المنورة ، وذلك هو المسجد النبوي الشريف .

    أين نحن الآن ...؟ نحن في ساحة المحكمة ... ويا مجنون سميت بهذا الاسم لأنه المكان الذي تُنفذ فيه الأحكام الشرعية .

    لم نكن نبعد عن حدود التوسعة للمسجد الشريف إلا امتاراً قليلة ، هبط المعتمرون وكل سار في اتجاه نادى أبو يونس بصوته الجهوري قليل من لوقت ويحين موعد صلاة الجمعة من أراد أن يبحث عن سكن يبحث ومن أراد أن يقيم في المسجد فليذهب للمسجد ، سنقيم في المدينة أربعة أيام ... وأنت يا لوتس ما الذي تريده ...؟ أريد سكناً نرتاح فيه كيفما شئنا ، وكانت أمي قد تعرفت على اثنتين من النساء من العين الأخرى , العين التي أصابها الرمد من نابلس المحتلة ..نابلس الثورة والإنسان ... وقد اختارتا أن تشاركانا السكن .

    انتظر قليلا وسأصطحبك إلى سكن مريح وصاحبه محترم وأسعاره ضمن الإمكان . حسنا : هيا بنا ... وسرنا وما هي إلا مسافة قصيرة حتى قابلنا باب السلام لمسجد الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم اتخذنا الاتجاه الأيمن وإذا بلافتة صغيرة كتب عليها سكن النعمان 2 .. . دخلنا إليه واخترنا جناحا كان مكونا من غرفتا نوم وصالة بالإضافة لتوابعه ومكيف ، هي فرصة للاستسلام لملك النوم والأحلام ، لان بانتظاري الكثير من العمل في الأيام الأربعة القادمة ، مباشرة اتجهت للحمام وأخذت حماما ساخنا شعرت بعده بالارتخاء في جسدي ، خرجت منه للسرير، رميت بجسدي المرتخي فوقه وأسلمت جسدي وروحي لملك النوم بعد أن قرأت آية الكرسي والمعوذات رحت في نوم عميق ، فاتتني صلاة الجمعة والعصر والمغرب ، ولما استيقظت من النوم توضأت وأسرعت إلى مسجد الحبيب قضيت الصلوات التي فاتتني وانتظرت صلاة العشاء ، وما أن أنهيناها حتى طلبت من أبو يونس أن يرافقني برحلة داخل المدينة كان مشروع توسعة الحرم النبوي في بدايته ولم يكن يبعد عن موقف الحافلات إلا امتاراً قليلة تفقدته في نظري ... لم أر إلا الأنوار المتناثرة بشكل شاعري ... لم استطع تمييز الأشياء إلا أن لجانبي الأيمن المسجد النبوي وأنا الآن في ساحة المحكمة. أبو يونس سأذهب للسوق للتعرف عليه هل ترافقني ... نعم ... هيا... نهضنا وسرنا باتجاهه ... يا الهي !! أين مدينتي الحبيبة من هذا ؟ أين زقاق وحواري عمان من هذا الترتيب الرائع ؟ أسواق هنا تعني أسواق ولا يوجد مساكن او عائلات ... لكن فوضى عمان وشقيقاتها الأردنيات تبقى الأجمل ... الصخب في عمان يمنح القادم الحياة ... والهدوء ، في طيبة يمنحك القدرة على التأمل والتمعن في الأشياء ... عمان تمنحك الشعر والإبداع ... الهدوء في مدينة الحبيب ومسكنه يمنحك الدفء والحب ... مقهى السنترال في شارع السلط يمنحك القدرة على اكتشاف حيوات أكثر ... ويرسلك إلى ثقافات متعددة ... ولا مقاهي في المدينة المنورة، ايهما أحب إلى قلبي يثرب أم عمان ؟ اقسم أن طيبة حبيبة ... طيبة الأنثى الرشيقة التي تغوي القادم إليها بالبقاء وتراوده عن نفسها لتنسيه ما يحب في ديرته وهي قادرة على ذلك لما تتمتع به من صفات ومزايا الدين فيها والإنسان الأحب لكل من نطق بلا إله إلا الله ، فيها عودة الإنسان لنفسه وتعايشه مع الآخرة ، هنا يبقى الحلم بمرافقة الشفيع في جنان الله في اليوم الذي لا ينتهي .. يوم الخلود ، ولكن عمان المتناقضات لا تقارن بمدينة أخرى ... عمان بسهلها وواديها ... بتلالها وسفوحها .. بفوضاها العارمة ... وهدوءها المزعج هي الأحب ... ولكن أين هي من هذا التنسيق وهذه الروعة ؟ أرد على أسئلة النفس يا سيدي جمالية عمان تبقى في فوضاها ... خصوصيتها في تناقضها ... اهدأ فلا مكان لعمان ... هنا أبقى مع حبيبك ومدينته المحمية من المسيخ الدجال ومع ذلك لا يوجد في الدنيا أغلى من عمان فوالذي نفسي بيده لو خيرت ما بين الدنيا بأسرها وبين عمان لاخترت عمان ونسيت ما تبقى من الدنيا .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 2:09 am