أختي الكريمة الفاضلة الفرسان
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته
أنت لاشك تعنين في تعليقك المدعو أبوعويصة
كان بودي أن لاأخوض معك في مثل هذه المواضيع لأن هذا هو هدف أبو عويصة ولا شك أنك تعرفين هذا الرجل بأنه يهدف إلى إشعال حرب بين المدونين كما يريدها أن تكون حربا بين السنة والشيعة وكل ماأخشاه أن تكوني أول فارس يسير في ركابه
ولست أدري إذا كان الجبين يندى لأعمال العملاء الذين يسعون لشق صف الأمة أم لخطإ بشر إن اعتبرنا هذا في حق صاحبنا خطأ
ولهذا أجدني مضطرة للجواب عليك أختاه وبكل صراحة وبما يراه علماؤنا الأجلاء وبالحجة والدليل كما طلبت بمايلي:
لأن أبوعويصة لايستمع لحجة ولا يقبل دليلا ولا ينفع معه إلا ماذكرناه.
قال تعالى "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم"
إن رؤية أبو عويصة ياأختاه هي موقف طاغوت العصر وفرعون الزمان بوش "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".
بعد تدخل صاحبنا هذا في الكثير من المدونات بتهجمه على حزب الله المقاوم لا يمكنني قراءة موقفه هذا في مثل هذه الظروف إلا أنه زيغ عن الحق ودعم مطلق لفريق الموالاة في لبنان ضد فريق المقاومة في هذا البلد المجاهد.
" فكل مراقب محايد ومتابع للإحداث بتجرد وإنصاف يدرك أن جوهر الصراع في لبنان أكبر من أن يكون مجرد خلاف سياسي عارض أو نزاع طائفي أو خلاف عقدي مذهبي بين السنة والشيعة، وإنما هو صراع بين مشروعين في منطقة الشرق الأوسط
أحدهما [ والذي ينكره أبوعويصة]
هو مشروع الكرامة والعزة والمقاومة والدفاع عن مقومات الأمة الإسلامية والعربية ويحمل لواء هذا المشروع على مستوى الأحزاب حزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى في فلسطين، والمقاومة العراقية الصامدة في العراق، وكل هذه الحركات والأحزاب تجد الدعم والتأييد والمساندة والمناصرة من سوريا وإيران،ومن كل الشعوب العربية والإسلامية
أما المشروع الآخر فهو مشروع التخاذل والاستسلام والعمالة لأعداء الأمة الإسلامية والتخلي عن المواجهة ويحمل لواء هذا المشروع كل من أحزاب الموالاة في لبنان والسلطة الفلسطينية القائمة في فلسطين وحكومة المالكي العميلة في العراق وهؤلاء يجدون الدعم والمساندة من الإدارة الأمريكية الحالية والإتحاد الأوروبي وعلى رأسه بريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية الخانعة الذليلة وعلى رأسهم النظام السعودي والنظام المصري والأردني،
حتى أن رئيس الكيان الصهيوني أولمرت صرح مؤخرا أنه يتعامل مع الدول "السنية المعتدلة" في منطقة الخليج لمحاربة الإرهاب،
ذاك هو جوهر الصراع في لبنان وفلسطين والعراق،
ولبنان يعتبر مجرد منطقة تقاطع مصالح دولية وبؤرة توتر خطيرة،
فالأنظمة العربية ترفض التدخل السوري والإيراني ولكنها تقبل وترحب بالتدخل السافر لكل من أعداء الأمة الإسلامية وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية الحالية والإتحاد الأوروبي والإسرائيلي، بل أن النظام السعودي نفسه يتدخل في الشأن اللبناني بطريقة فجة وكأن لبنان مزرعته الخاصة،
وسوف تكشف الأيام حجم عمالة هذه الأنظمة لأعداء الأمة الإسلامية، التي تفضل التدخل الأمريكي في لبنان على التدخل السوري أو الإيراني
والله تعالى يقول
"أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون"
ونحن نفرق بين الأنظمة الحالية والشعوب التي تتبنى قضايا الأمة الإسلامية ولكنها شعوب مقهورة مثل سائر الشعوب الإسلامية المقهورة المسجونة في حدود أوطانها.
إلا من كانوا بطبيعة الحال كأمثال أبوعويصة
فما هو موقف المسلم مما يحدث في لبنان؟
أهو موقف المتفرج أو الذي يمسك العصا من الوسط؟
وإلى أي وجهة ينحاز المسلم؟
وأين نصنف مواقف أبو عويصة الذي جرد سيفه لمحاربة حزب الله؟
المسلم الحق دائما في نصرة الأفكار والمواقف الشرعية بعيدا عن نصرة الأشخاص والأحزاب، فهو يناصر المظلوم ولا يركن للظالم سواء أكان داخليا أو خارجيا،
قال تعالى
"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
وفي الحديث "من أذل عنده مؤمن فلن ينصره وهو يقدر على نصرته، أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة"
ومما لا شك فيه أن المستهدف من الأزمة اللبنانية هو سلاح المقاومة
لقد تخلت الأنظمة عن واجب المقاومة والمواجهة فقام حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين والمقاومة العراقية في العراق وبالتالي فقد عوضت هذه المقاومة عجز الأنظمة جميعا
وهناك إرادة دولية تعمل على قمع كل مقاومة سواء أكانت سنية أو شيعية أو قومية أو علمانية وجندت لها أعوانا مثل أبوعويصة
وكل من يحاول رفع لواء المقاومة بغض النظر عن مذهبه وعقيدته واتجاهه السياسي يدرج في قائمة الإرهاب الدولي!
والمسلم مطالب شرعا وأخلاقا ورجولة أن ينصر المظلوم ولو كان كافرا، فكيف إذا كانت دائرة الإسلام تشمله
والله جل جلاله وعظم سلطانه يستجيب دعاء الكافر إذا كان مظلوما
قال تعالى
"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"
وهذا رسولنا الأكرم يقول "شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت" وأهم بنود هذا الحلف نصرة المظلوم، ذلك أن قبائل من قريش تحالفوا وتعاقدوا ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا أقاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد مظلمته، فسمت قريش ذلك الحلف "حلف الفضول"
فأين أبو عويصة هذا من هذه النصوص الشرعية
أبو عويصة الذي عاتبتني فيه أخيتي من الموالين للأنظمة والعاملين على زرع الفتنة والشقاق بين المسلمين.
فهو يقف نفس الموقف الذي تقفه الأنظمة العربية التي وضعت يدها في يد المجرم بوش، وديك ورايس وأخذتهم بالأحضان وراقصتهم!
ولا أستبعد أن يكون واحدا من الفلسطينيين الخونة العاملين لحساب إسرائيل وهو واحد من عملائها بل إنني متيقنة أنه كذلك.
ومن يرى أبو عويصة هذا كيف يتهجم على رجال المقاومة يرى علائم الحقد الدفين يقطر من أنفه،
وأنا أقول له ولأمثاله بكل صراحة ووضوح،
من حاول فك الحصار على غزة غير حزب الله في حرب تمور 2006 ؟
بينما النظام السعودي سمى ذلك مغامرة
ومتى كان الجهاد والمقاومة مغامرة يا عباد الله؟
فهل كانت الثورة الجزائرية مغامرة؟
ولكن ماذا تنتظر من أنظمة لم تذق ويلات الاستعمار؟!
وماذا فعلت السعودية لفك أسرى المسلمين في فلسطين رغم أنها أكبر دولة عربية في العتاد العسكري وشراء الأسلحة؟
وماذا قدمت السعودية لدعم المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، فلا هي قاومت ولا تركت غيرها يقاوم.
إن أبو عويصة هذا ياأختي الفرسان أصبح يقوم بالنميمة العقائدية وانتهاج نهج فرّق تسد مما يذكرنا بدور اليهودي اللعين شاس بن قيس الذي أراد أن يفرق بين الأوس والخزرج أو يقوم بدور أبي رغال الذي دل أبرهة الحبشي على عورات مكة ودروبها في حادثة الفيل المشهورة .
ويجب على كل مسلم صادق أن يقول الحق ويعامل من يخالفه بالعدل والإنصاف ولو كانت فيه بدعة من البدع أو مخالفة من المخالفات ويجب أن نرد الباطل ولو من قريب حبيب ونقبل الحق ولو من مخالف أو عدو بعيد،
قال تعالى"ولا تبخسوا الناس أشياءهم"
قال الإمام ابن تيمية " رحمة الله عليه
والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم كحال أهل البدع"
وأهل السنة حقا وصدقا والسلف الأوائل لا يهونون من أمر البدعة ولكن يحبون العدل وإنصاف والاعتراف بالحق لأهله ورغم شدة تحذيرهم من البدعة إلا أن ذلك لم يمنع من قبول رواية بعض المبتدعة،
قال أبو حاتم ابن حبان "لسنا ممن يوهم الرعاع مالا يستحله ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان وإن كان لنا مخالفا" والسلف كانوا يقولون "لنا صدقة وعليه بدعة".
ولذلك كان شيخ الإسلام ابن تيمية يرد على الفرق الإسلامية ومع ذلك كان ينصفهم ويذكر محاسنهم، قال رحمه الله
"وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديهم خلق كثير وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين، مبتدعبن وهو خير من أن يكونوا كفارا".
وقال تلميذه النجيب الحبيب ابن القيم رحمه الله" فإن كل طائفة معهما حق وباطل فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق وردّ ما قالوه من الباطل ومن فتح الله له بهذه الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب ويسر عليه فيها الأسباب"
وقال أيضا "عادتنا في مسائل الدين كلها دقها وجلها أن نقول بموجبها ولا نضرب بعضها ببعض ولا نتعصب لطائفة على طائفة بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق ونخالفها فيما معها من خلاف الحق لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة ونرجو من الله أن نحيا على ذلك ونموت عليه"
وعملا بهذه القواعد التي أصلها أهل السنة والجماعة حقا وصدقا، نقول إن حزب الله محق في حمل راية المقاومة وأن أبوعويصة ومن وراءه والأنظمة العربية الخاذلة للمسلمين المجاهدين في لبنان وفلسطين والعراق مبطل ولو كان يحمل شعار أهل السنة والجماعة فالحق أحق أن يتبع وجماهير الشعوب الإسلامية بفطرتها تتعاطف مع حزب الله في لبنان ومع حماس في فلسطين ومع المقاومة العراقية في العراق،
وكان السلف الأوائل يحرضون على جهاد ومقاومة أعداء الأمة الإسلامية المحاربين، ويرون أن ذلك من أفضل العبادة وأن قوام الدين يكون بالكتاب الهادي والحديد الناصر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقيام رجل في سبيل الله ساعة أفضل من عبادة ستين سنة"
وقال الإمام علي رضي الله عنه "من حرض أخاه على الجهاد كان له مثل أجره وكان له في كل خطوة في ذلك عبادة ستين سنة"
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه"غدوة في سبيل الله عز وجل خير من خمسين حجة"
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه "لئن أشيع رفقة في سبيل الله فأصلح لهم أحلا سهم وأرد عليهم من دوابهم أحب إلي من عشر حجج بعد حجة الإسلام"
ومما لا شك فيه أنه لا يحافظ على عزة الأمة وشرفها إلا سلاح المقاومة في بلاد الشام كلها
فعلى أبو عويصة وأمثاله إذا كانوا يدعون اتباع أهل السنة والجماعة وعلى كل مسلم حيثما كان أن يرفض الظلم بجميع أشكاله وألوانه، ذلك أن عاقبة الظلم وخيمة،
قال ابن خلدون "الظلم مؤذن بخراب العمران"
والله تبارك وتعالى يقول "فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا"
وللظلم آثار سيئة على حياة الأفراد والمجتمعات ولو كان قليلا
وليعلم الجميع أن الشعب الجزائري الذي عانى من ويلات الاستعمار والقهر لا يمكن له أن يقف في صف الظلمة ولو كانوا أولي قربى ولا يرضى بالحلول الانهزامية التي تهدف إلى تصفية المقاومة وتجريدها من سلاحها، كما أن الشعب الجزائري يرفض مجرد التحرش بسوريا أو إيران فضلا عن مهاجمتها من أمريكا أو إسرائيل والأنظمة السياسية التي تعاكس إرادة الشعوب مصيرها إلى الزوال طال الزمن أم قصر "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
وفي الأثر "من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه، ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام"
وإذا قلت بأنني قلت ماقلته غضبا فنعم
ولن تنطفىء جمرة غضبي على هؤلاء أبدا مالم يعودوا إلى رشدهم وما دامت غضبتي لله
ولا أخشى في الله لومة لائم
أتمنى أن تكوني قد تفهمت الأمر
وأن غضبتي في الله على أبوعويصة
لاتفسد مابيني وبينك من أخوة في الله
دمت بخير
تحياتي لك وتقديري
أختك
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته
أنت لاشك تعنين في تعليقك المدعو أبوعويصة
كان بودي أن لاأخوض معك في مثل هذه المواضيع لأن هذا هو هدف أبو عويصة ولا شك أنك تعرفين هذا الرجل بأنه يهدف إلى إشعال حرب بين المدونين كما يريدها أن تكون حربا بين السنة والشيعة وكل ماأخشاه أن تكوني أول فارس يسير في ركابه
ولست أدري إذا كان الجبين يندى لأعمال العملاء الذين يسعون لشق صف الأمة أم لخطإ بشر إن اعتبرنا هذا في حق صاحبنا خطأ
ولهذا أجدني مضطرة للجواب عليك أختاه وبكل صراحة وبما يراه علماؤنا الأجلاء وبالحجة والدليل كما طلبت بمايلي:
لأن أبوعويصة لايستمع لحجة ولا يقبل دليلا ولا ينفع معه إلا ماذكرناه.
قال تعالى "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم"
إن رؤية أبو عويصة ياأختاه هي موقف طاغوت العصر وفرعون الزمان بوش "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".
بعد تدخل صاحبنا هذا في الكثير من المدونات بتهجمه على حزب الله المقاوم لا يمكنني قراءة موقفه هذا في مثل هذه الظروف إلا أنه زيغ عن الحق ودعم مطلق لفريق الموالاة في لبنان ضد فريق المقاومة في هذا البلد المجاهد.
" فكل مراقب محايد ومتابع للإحداث بتجرد وإنصاف يدرك أن جوهر الصراع في لبنان أكبر من أن يكون مجرد خلاف سياسي عارض أو نزاع طائفي أو خلاف عقدي مذهبي بين السنة والشيعة، وإنما هو صراع بين مشروعين في منطقة الشرق الأوسط
أحدهما [ والذي ينكره أبوعويصة]
هو مشروع الكرامة والعزة والمقاومة والدفاع عن مقومات الأمة الإسلامية والعربية ويحمل لواء هذا المشروع على مستوى الأحزاب حزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى في فلسطين، والمقاومة العراقية الصامدة في العراق، وكل هذه الحركات والأحزاب تجد الدعم والتأييد والمساندة والمناصرة من سوريا وإيران،ومن كل الشعوب العربية والإسلامية
أما المشروع الآخر فهو مشروع التخاذل والاستسلام والعمالة لأعداء الأمة الإسلامية والتخلي عن المواجهة ويحمل لواء هذا المشروع كل من أحزاب الموالاة في لبنان والسلطة الفلسطينية القائمة في فلسطين وحكومة المالكي العميلة في العراق وهؤلاء يجدون الدعم والمساندة من الإدارة الأمريكية الحالية والإتحاد الأوروبي وعلى رأسه بريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية الخانعة الذليلة وعلى رأسهم النظام السعودي والنظام المصري والأردني،
حتى أن رئيس الكيان الصهيوني أولمرت صرح مؤخرا أنه يتعامل مع الدول "السنية المعتدلة" في منطقة الخليج لمحاربة الإرهاب،
ذاك هو جوهر الصراع في لبنان وفلسطين والعراق،
ولبنان يعتبر مجرد منطقة تقاطع مصالح دولية وبؤرة توتر خطيرة،
فالأنظمة العربية ترفض التدخل السوري والإيراني ولكنها تقبل وترحب بالتدخل السافر لكل من أعداء الأمة الإسلامية وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية الحالية والإتحاد الأوروبي والإسرائيلي، بل أن النظام السعودي نفسه يتدخل في الشأن اللبناني بطريقة فجة وكأن لبنان مزرعته الخاصة،
وسوف تكشف الأيام حجم عمالة هذه الأنظمة لأعداء الأمة الإسلامية، التي تفضل التدخل الأمريكي في لبنان على التدخل السوري أو الإيراني
والله تعالى يقول
"أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون"
ونحن نفرق بين الأنظمة الحالية والشعوب التي تتبنى قضايا الأمة الإسلامية ولكنها شعوب مقهورة مثل سائر الشعوب الإسلامية المقهورة المسجونة في حدود أوطانها.
إلا من كانوا بطبيعة الحال كأمثال أبوعويصة
فما هو موقف المسلم مما يحدث في لبنان؟
أهو موقف المتفرج أو الذي يمسك العصا من الوسط؟
وإلى أي وجهة ينحاز المسلم؟
وأين نصنف مواقف أبو عويصة الذي جرد سيفه لمحاربة حزب الله؟
المسلم الحق دائما في نصرة الأفكار والمواقف الشرعية بعيدا عن نصرة الأشخاص والأحزاب، فهو يناصر المظلوم ولا يركن للظالم سواء أكان داخليا أو خارجيا،
قال تعالى
"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
وفي الحديث "من أذل عنده مؤمن فلن ينصره وهو يقدر على نصرته، أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة"
ومما لا شك فيه أن المستهدف من الأزمة اللبنانية هو سلاح المقاومة
لقد تخلت الأنظمة عن واجب المقاومة والمواجهة فقام حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين والمقاومة العراقية في العراق وبالتالي فقد عوضت هذه المقاومة عجز الأنظمة جميعا
وهناك إرادة دولية تعمل على قمع كل مقاومة سواء أكانت سنية أو شيعية أو قومية أو علمانية وجندت لها أعوانا مثل أبوعويصة
وكل من يحاول رفع لواء المقاومة بغض النظر عن مذهبه وعقيدته واتجاهه السياسي يدرج في قائمة الإرهاب الدولي!
والمسلم مطالب شرعا وأخلاقا ورجولة أن ينصر المظلوم ولو كان كافرا، فكيف إذا كانت دائرة الإسلام تشمله
والله جل جلاله وعظم سلطانه يستجيب دعاء الكافر إذا كان مظلوما
قال تعالى
"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"
وهذا رسولنا الأكرم يقول "شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعيت به في الإسلام لأجبت" وأهم بنود هذا الحلف نصرة المظلوم، ذلك أن قبائل من قريش تحالفوا وتعاقدوا ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلا أقاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد مظلمته، فسمت قريش ذلك الحلف "حلف الفضول"
فأين أبو عويصة هذا من هذه النصوص الشرعية
أبو عويصة الذي عاتبتني فيه أخيتي من الموالين للأنظمة والعاملين على زرع الفتنة والشقاق بين المسلمين.
فهو يقف نفس الموقف الذي تقفه الأنظمة العربية التي وضعت يدها في يد المجرم بوش، وديك ورايس وأخذتهم بالأحضان وراقصتهم!
ولا أستبعد أن يكون واحدا من الفلسطينيين الخونة العاملين لحساب إسرائيل وهو واحد من عملائها بل إنني متيقنة أنه كذلك.
ومن يرى أبو عويصة هذا كيف يتهجم على رجال المقاومة يرى علائم الحقد الدفين يقطر من أنفه،
وأنا أقول له ولأمثاله بكل صراحة ووضوح،
من حاول فك الحصار على غزة غير حزب الله في حرب تمور 2006 ؟
بينما النظام السعودي سمى ذلك مغامرة
ومتى كان الجهاد والمقاومة مغامرة يا عباد الله؟
فهل كانت الثورة الجزائرية مغامرة؟
ولكن ماذا تنتظر من أنظمة لم تذق ويلات الاستعمار؟!
وماذا فعلت السعودية لفك أسرى المسلمين في فلسطين رغم أنها أكبر دولة عربية في العتاد العسكري وشراء الأسلحة؟
وماذا قدمت السعودية لدعم المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، فلا هي قاومت ولا تركت غيرها يقاوم.
إن أبو عويصة هذا ياأختي الفرسان أصبح يقوم بالنميمة العقائدية وانتهاج نهج فرّق تسد مما يذكرنا بدور اليهودي اللعين شاس بن قيس الذي أراد أن يفرق بين الأوس والخزرج أو يقوم بدور أبي رغال الذي دل أبرهة الحبشي على عورات مكة ودروبها في حادثة الفيل المشهورة .
ويجب على كل مسلم صادق أن يقول الحق ويعامل من يخالفه بالعدل والإنصاف ولو كانت فيه بدعة من البدع أو مخالفة من المخالفات ويجب أن نرد الباطل ولو من قريب حبيب ونقبل الحق ولو من مخالف أو عدو بعيد،
قال تعالى"ولا تبخسوا الناس أشياءهم"
قال الإمام ابن تيمية " رحمة الله عليه
والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم كحال أهل البدع"
وأهل السنة حقا وصدقا والسلف الأوائل لا يهونون من أمر البدعة ولكن يحبون العدل وإنصاف والاعتراف بالحق لأهله ورغم شدة تحذيرهم من البدعة إلا أن ذلك لم يمنع من قبول رواية بعض المبتدعة،
قال أبو حاتم ابن حبان "لسنا ممن يوهم الرعاع مالا يستحله ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان وإن كان لنا مخالفا" والسلف كانوا يقولون "لنا صدقة وعليه بدعة".
ولذلك كان شيخ الإسلام ابن تيمية يرد على الفرق الإسلامية ومع ذلك كان ينصفهم ويذكر محاسنهم، قال رحمه الله
"وقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار فأسلم على يديهم خلق كثير وانتفعوا بذلك وصاروا مسلمين، مبتدعبن وهو خير من أن يكونوا كفارا".
وقال تلميذه النجيب الحبيب ابن القيم رحمه الله" فإن كل طائفة معهما حق وباطل فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق وردّ ما قالوه من الباطل ومن فتح الله له بهذه الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب ويسر عليه فيها الأسباب"
وقال أيضا "عادتنا في مسائل الدين كلها دقها وجلها أن نقول بموجبها ولا نضرب بعضها ببعض ولا نتعصب لطائفة على طائفة بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق ونخالفها فيما معها من خلاف الحق لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة ونرجو من الله أن نحيا على ذلك ونموت عليه"
وعملا بهذه القواعد التي أصلها أهل السنة والجماعة حقا وصدقا، نقول إن حزب الله محق في حمل راية المقاومة وأن أبوعويصة ومن وراءه والأنظمة العربية الخاذلة للمسلمين المجاهدين في لبنان وفلسطين والعراق مبطل ولو كان يحمل شعار أهل السنة والجماعة فالحق أحق أن يتبع وجماهير الشعوب الإسلامية بفطرتها تتعاطف مع حزب الله في لبنان ومع حماس في فلسطين ومع المقاومة العراقية في العراق،
وكان السلف الأوائل يحرضون على جهاد ومقاومة أعداء الأمة الإسلامية المحاربين، ويرون أن ذلك من أفضل العبادة وأن قوام الدين يكون بالكتاب الهادي والحديد الناصر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لقيام رجل في سبيل الله ساعة أفضل من عبادة ستين سنة"
وقال الإمام علي رضي الله عنه "من حرض أخاه على الجهاد كان له مثل أجره وكان له في كل خطوة في ذلك عبادة ستين سنة"
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه"غدوة في سبيل الله عز وجل خير من خمسين حجة"
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه "لئن أشيع رفقة في سبيل الله فأصلح لهم أحلا سهم وأرد عليهم من دوابهم أحب إلي من عشر حجج بعد حجة الإسلام"
ومما لا شك فيه أنه لا يحافظ على عزة الأمة وشرفها إلا سلاح المقاومة في بلاد الشام كلها
فعلى أبو عويصة وأمثاله إذا كانوا يدعون اتباع أهل السنة والجماعة وعلى كل مسلم حيثما كان أن يرفض الظلم بجميع أشكاله وألوانه، ذلك أن عاقبة الظلم وخيمة،
قال ابن خلدون "الظلم مؤذن بخراب العمران"
والله تبارك وتعالى يقول "فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا"
وللظلم آثار سيئة على حياة الأفراد والمجتمعات ولو كان قليلا
وليعلم الجميع أن الشعب الجزائري الذي عانى من ويلات الاستعمار والقهر لا يمكن له أن يقف في صف الظلمة ولو كانوا أولي قربى ولا يرضى بالحلول الانهزامية التي تهدف إلى تصفية المقاومة وتجريدها من سلاحها، كما أن الشعب الجزائري يرفض مجرد التحرش بسوريا أو إيران فضلا عن مهاجمتها من أمريكا أو إسرائيل والأنظمة السياسية التي تعاكس إرادة الشعوب مصيرها إلى الزوال طال الزمن أم قصر "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
وفي الأثر "من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه، ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام"
وإذا قلت بأنني قلت ماقلته غضبا فنعم
ولن تنطفىء جمرة غضبي على هؤلاء أبدا مالم يعودوا إلى رشدهم وما دامت غضبتي لله
ولا أخشى في الله لومة لائم
أتمنى أن تكوني قد تفهمت الأمر
وأن غضبتي في الله على أبوعويصة
لاتفسد مابيني وبينك من أخوة في الله
دمت بخير
تحياتي لك وتقديري
أختك